خالف هذا الحكم فهو مخالف لحكم الله، وأنه انضم لحزب الشيطان، ولا سبيل إلا أن يتهموا بالفسق والظلم تمهيدا لاستتابتهم أمام فقهاء في الدين، فإن تابوا فأهلا بها ونعمت ودرس للآخرين، وإن أصروا فقد كفروا كفرا صريحا (?).
هكذا يكتب، بل يكذب الجهول ناسجا أكذوبة من خيال محض، مع أن المسألة لا تعدو أن تكون حكما فقهيا اختلف فيه علماؤنا قديما وحديثا كما اختلفوا في عشرات المسائل الشرعية ولم يحدث بينهم لا خصام ولا شقاق ولا تكفير ولا تفسيق. ولكن فودة طريد الوفد رسم لنفسه ولقرائه هدفا يجب الوصول إليه بأي ثمن، ولو بالكذب المفضوح.
واعتبر مفتي الماركسية خليل عبد الكريم أن الفقهاء المالكية منعوا آراء العلماء الذين بعد مالك، وقال: أما نقدها وتوهينها فهي أمور محظورة، ومن يجرؤ ويفعل ذلك فهو مارق تعدى على الإسلام ورموزه وأزرى بهم (?).
والقارئ يعلم أن هذه الأكاذيب والتهريجات لا تخفى عليه، لأنه يعلم أن كتب الفقه مليئة بالنقد والنقد المضاد، ولكن هذا مبلغ علم مفتي الماركسية.