واعترف كذلك بأن جهوده وجهود أمثاله من العلمانيين لم يكن من ورائها طائل، وأن الناس لم يستوعبوا حرفا مما يقول منذ سنوات، وأن أي مهيج أصبح بمقدوره أن يقول للناس كلاما إنشائيا لا قيمة له، بحيث يمحو تماما تأثير كل ما أجهد نفسه فيه (?).

وعبر عبد العلي بنعمور عن خيبة أمل كبيرة عن حال علمانيتهم، قال: هكذا نجد أنفسنا قد وصلنا إلى جو مظلم ومشحون بنسمات الرعب، جو أصبح فيه المثقف الزمني (أي: العلماني) إنسانا مخيفا وخائفا في نفس الآن (?).

كما تحدث حسن حنفي عن أزمة علمانيتهم وفشل مشروع الأنوار الغربي في مقدمته لكتاب لسنج تربية الجنس البشري (14).

وشرح كيف أن مفاهيم الأنوار الثلاثة: العقل والحرية والتقدم تحولت إلى نقيضها، فالعقل تخلى عن وظيفته التحريرية للوجدان والتصوف، وأصبح خاضعا لتحكم الآلة وحسابها.

والحرية تحولت إلى حرية عابثة، تعبر عن أزمات الإنسان أكثر مما تعبر عن غائيته (16).

ومفهوم التقدم انتهى في الفلسفة الغربية المعاصرة إلى محنة واحتضار ومأساة وضياع (17) (?).

واعتبر صلاح عيسى أن علمانيتهم تعاني من أزمة حتى على مستوى الإفصاح عن نفسها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015