ويقف على رأسهم علي حرب، وخاصة في أوهام النخبة، وتركي علي الربيعو في أغلب كتبه.
وتنطلق العلمانية من رؤية دهرية أحادية الجانب، فهي ترى أنها تستند إلى حتمية تاريخية وأن الكون يتجه طوعا وكرها نحو رؤية دهرية علمانية تنحو نحو التخلص نهائيا من التصورات الدينية والخرافية (?).
وهي لا تعدو هنا أن تكون متأثرة بالتوجهات الوضعية والنزعات الإلحادية للقرن 19 وبداية القرن العشرين (?).
فأوجيست كونت مثلا يرى أن للتاريخ ثلاث مراحل: الحقبة الأسطورية الغيبية، ثم الحقبة المتافيزيقية، وأخيرا الحقبة الوضعية العلمية المتطابقة مع نظرة العلمانية الدهرية.
فالعلمانية إذن عندهم هي مرحلة نهائية لنضج الوعي (?).
ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة، ورجوع التدين بقوة إلى أوروبا وأمريكا لبدء ضعف تلك الحتميات السابقة لتتحول فيما بعد إلى أفكار متجاوزة، كما حدث مع الشيوعية، التي غردت نفس التغريد سابقا، وضربت على نفس الوتر، ثم انهارت كما تنهار بناية متصدعة.