ويبدو أن المستشار العشماوي أراد أن يجرب بدعة أخرى - لم يسبق إليها- متوهما أنها ربما كانت أحسن حظا من بدعة صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم فسلم للقارئ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أقام بالمدينة حكومة وحكما، لكنه قال: إنها كانت حكومة الله، خاصة بالنبي، ومثلها في هذا الاختصاص كمثل النبوة والرسالة، تنتهي وتطوى صفحتها بوفاة الرسول، وكما أنه لا امتداد للنبوة والرسالة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكذلك حكومة الله لا امتداد لها بعد أن لحق بالرفيق الأعلى (?).

ولنا عودة بتفصيل لهذه المسألة فيما بعد إن شاء الله.

وتبدو هذه المحاولة أسخف من سابقتها بل هي أقرب إلى الجريمة الفكرية التي يمارسها الخطاب العلماني.

ونظرا للممانعة القوية والشرسة للعلمنة من قبل الإسلام فقد توالت إخفاقات العلمانية وتتابعت هزائمها، واعترف معظم العلمانيين بفشلها.

وحار العلمانيون في تبرير هذه الممانعة، فتارة ردوها لأسباب خارجية، وتارة لمقاومة الإسلاميين، وتارة لطبيعة الإسلام.

فمن هؤلاء محمود إسماعيل، فقد اعترف بفشل العلمانية والعلمانيين في العالم العربي (?).

وكذا فعل عبد المجيد الشرفي، واعتبر أن الإسلاميين أحد أسباب فشلها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015