وهذا فضل لهم لا بد أن يذكر ويشكر، وحقهم علينا النصح والإرشاد والتسديد والعون على البر والتقوى والدعاء لهم بالغيب. ثم إن الدعوات المعاصرة ليست كلها وقعت فيما ذكرت، وإنما البعض منها، وإلا ففيها من هو في الجملة على السنة والاستقامة في السلوك والعمل والنهج، وفيها من يتلقى من العلماء، وفيها الأسوة، وفيها القدوة، لكنها ليست هي الكثير. بل الأكثر من أصحاب الشعارات والدعوات الكبرى هم من ذكرت ممن تكثر فيهم الأخطاء، وما هم فيه من أخطاء يستوجب التحذير منها أولاً. وثانياً يستوجب النصح لهم والإرشاد والبيان، وأحسبهم إن شاء الله ممن يريد الحق ويسعى إليه، لأنهم كما أحسبهم إن شاء الله ما رفعوا لواء الدعوة إلا حسبة لله، وإلا بحثاً عن الحق، ومن هنا أتعشم فيهم وأنتم كذلك أن يكونوا من رواد الحق وأن يقبلوا النصيحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015