المسألة السادسة
كلمة إنصاف
وسأتكلم فيها عن نوعين من الدعاة:
النوع الأول:
غالب الشباب من طلاب العلم الشرعي عندنا في هذه البلاد (أعني المملكة العربية السعودية) ، أشهد أني أرى عليهم علامات الرشد، والالتفاف حول العلماء، والاسترشاد بأهل العلم والتلقي عنهم- وهذه ظاهرة سارة، وهي الأصل، وينبغي أن نشجع الشباب عليها، وسائر طلاب العلم. كما أني أرى من المظاهر السارة للشباب هنا: استقامة العقيدة، واستقامة السلوك، والحرص على تلقي العلم الشرعي بمناهجه وأساليبه الصحيحة من مصادره الأصلية: كتب السلف المستمدة من الكتاب والسنة، وتلقيه على أهله- وهم العلماء- أئمة الدين، والمشايخ الذين هم القدوة، وهذه ظاهرة تبشر بالخير، وهي نتيجة طبيعية لأخذ العلم الشرعي عن أهله، لكن مع ذلك هناك بعض الظواهر التي أشرت إليها والتي هي- أحيانا- قد تكون من النتائج التي تصحب مثل هذا الإقبال الكبير على الخير والحمد لله فإن غرس الله ظهر، وريح الإيمان هبت، وإقبال الشباب منقطع النظير حتى يكاد يكون أكبر من أن يتحكم به بالإرشاد والتوجيه.