ومنشأ الموضوع في ذهني: أني رأيت كثيرا من الدعاة، والحركات الإسلامية المعاصرة التي تتصدر الدعوة في العالم الإسلامي، قد نشأ عندها هذا الفصام. وهذا التفريق المبتدع بين الداعي إلى الله- سبحانه وتعالى- وبين العالم، أو بين المتصدي للدعوة إلى الله- أو المحترف للدعوة وبين العالم والشيخ. أو بين العلماء وطلاب العلم، وبين الدعاة وأتباع الحركات الدعوية، ونظرا لما لهذا الانفصام والخلل من عواقب وخيمة قد تؤدي إلي الافتراق المذموم، فلابد من الحديث عن هذا الأمر على وجه النصح لا على وجه التشهير، وسأتحدث في هذا الموضوع عن بعض المسائل، لأن الموضوع متشعب وطويل، ذو شجون.