وثانيها: أن بعض هذه الظواهر- أي الفصل بين العلماء والدعاة- بدأت تظهر عند طوائف من الشباب- عندنا-، وبعض المفكرين، وبعض المثقفين، لسبب أو لآخر، فمن هنا كان لا بد من الكلام عن أوضاع الدعوات المعاصرة، بمجملها، في جميع العالم الإسلامي، وليس في بلد واحد، لأنها يستمد بعضها من بعض.
أعود إلى هذه الخصلة- أو هذه السمة التي وقع فيها كثير من الدعاة والدعوات المعاصرة، وهي: (أن الدعاة عندهم غير العلماء والداعية غير العالم) ، وهذا المفهوم بدأ ينمو في أذهان بعض الناس- مع الأسف- وقد تأصلت هذه المفاهيم حتى في أعمال الدعاة، وفي حركاتهم، وفي مواقفهم، وفي مناهجهم، فصاروا يفصلون بين العالم (الشيخ) وبين الداعية، وأدى ذلك الفصل إلى عواقب وخيمة.