كذلك عاش الإنسان ملايين السنين قبل ان يعرف وظائف المعامل الكيموية الصغيرة المعروفو باسم الغدد الصماء، التي تمده بالتركيبات الكيموية الضرورية له ضرورة مطلقة، والتي تصنعها وتسيطر على وجوه نشاطه. وفضلا عن ذلك، فان تلك المواد التي بلغت من القوة ان جزءا من بليون منها يحدث آثارا بعيدة المدى، وهي مرتبة بحيث ينظم كل منها غيرها، ويضبطه ويوازنه. ومن المتفق عليه أنه إذا اختل توازن هذه الافرازات المعقدة تعقيدا مدهشا، فانها تحدث اختلالا ذهنيا وجسمانيا بالغ الخطر. ولوعمت هذه الكارثة لانتشرت المدينة وانحطت البشرية إلى حالة الحيوانات، هذا إذا بقيت على قيد الحياة.

على اننا إذا اكدنا هذه الضوابط والموازين والقيود وحدها، التي بدونها تتوقف الحياة كما نعهدها، فان بقاء الإنسان على قيد الحياة يواجهنا بمسألة حسابية تستحق قدرا كبيرا من العناية عند انصار المصادفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015