ان العلاقة العجيبة التي بين الأوكسجين وثاني اوكسيد الكربون فيما يتعلق بالحياة الحيوانية، وعالم النباتات كله قد استرعت انظار كل العالم المفكر، غير أن أهمية ثاني اوكسيد الكربون لم تدرك بعد من الجميع. ويمكن ان نقول كلمة عابرة بان ثاني أوكسيد الكربون هو الغاز المألوف في تعبئة ماء الصودا. وهو غاز ثقيل، ولحسن الحظ يعلق بالأرض، ولا يتم فصله إلى أوكسيجين وكربون إلا بصعوبة كبيرة. وأنت إذا أشعلت نارا، فان الخشب الذي يتكون غالبا من الأوكسجين والكربون والهيدروجين يتحلل تحت تأثير الحرارة، ويتحد الكربون مع الأوكسجين بشدة، وينتج من ذلك ثاني اوكسيد الكربون. والهيدروجين الذي يطلق يتحد بمثل تلك الشدة مع الأوكسجين فنحصل على بخار الماء. ومعظم الدخان هو كربون غير متحد مع غيره. وحين يتنفس رجل، يستنشق الأوكسجين فيتلقاه الدم، ويوزع في خلال جسمه. وهذا الأوكسجين يحرق طعامه في كل خلية ببطء شديد عند درجة حرارة واطئة نسبياً، ولكن النتيجة هي ثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء، ولذا فانه إذا وصف إنسان بأنه يتنهد كالاتون، ففي ذلك شيء من الحقيقة.. وثاني أوكسيد الكربون يتسلل إلى رئتيه، ويكون غير قابل لتنسمه التالية وهو يلفظ ثاني أوكسيد الكربون في الجو. وكل كائن حيواني حي يمتص هكذا الأوكسيجين، ويلفظ ثاني اوكسيد الكربون، ثم ان الأوكسجين ضروري للحياة لتأثيره في عناصر أخرى في الدم وفي اجزاء أخرى من الجسم، وبدونه تتوقف عمليات الحياة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015