لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن" 1.
أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
أرأيتم أحسن من هذه الحكمة؟ فهذا الأعرابي انشرح صدره واقتنع حتى إنه قال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدًا.
وقصة أخرى عن معاوية بن الحكم السُلميّ، قال: «بيْنا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أُمياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني، لكنّي سكتّ. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي! ما رأيت معلمًا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" 2.
ومن هنا نجد أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة كما أمر الله عز وجل.
ومثال آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وفي يده خاتم ذهب وخاتم الذهب حرام على الرجال، فنزعه النبي صلى الله عليه وسلم من يده ورمى به، وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده" 3.
ولما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قيل للرجل: خذ خاتمك انتفع به، فقال: والله لا آخذ خاتمًا طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلوب التوجيه هنا أشد؛ لأن لكل مقام مقالا، وهكذا ينبغي لكل من يدعو إلى الله أن ينزل الأمور منازلها وألا يجعل الناس على حد سواء، والمقصود حصول المنفعة.
وإذا تأملنا ما عليه كثير من الدعاة اليوم وجدنا أن بعضهم تأخذه الغيرة حتى