والصيف ثَلَاثَة أشهر: ينيه ويليه وغشت وَهُوَ حارّ يَابِس، مزاجه المرّة الْحَمْرَاء وَهِي حارّة يابسة، يُؤمر فِيهِ باجتناب أكل الرؤوس والأكارع ورؤوس الْحيتَان وأذنابها كَمَا وَصفنَا فِي الْجُزْء الَّذِي قبله و [ينْهَى] فِيهِ عَن أكل الملوخيا، والفجل، والكرنب، والأطعمة السخنة، وكلّ حارّ مثل الفلفل، وَالصِّنَاب، وَالزَّيْت، والمالح كلّه فَإِن المالح والحارّ [يهيجان] الْعَطش فتثور مِنْهُ المرّة وَالْمَرَض، ويؤمن فِيهِ بالإقلال من الْجِمَاع من أجل تثوّر الدَّم فِيهِ من شدّة الحرّ، و [ينْهَى] عَن دُخُول الْحمام، وَعَن السّفر لشدّة الحرّ، وَعَن الْجُلُوس فِي الشَّمْس، وَقرب النَّار.
ويستحبّ فِيهِ من الْأَطْعِمَة كلّ بَارِد رطب مثل الْبِطِّيخ، والخوخ، والقطف، والقثاء، والرجلة، وكلّ بَارِد. وَشرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق وَيكثر فِيهِ من شرب المَاء الْبَارِد على كلّ حَال، وَأَن يتَعَاهَد فِيهِ الحقن المليّنة [المسهلة] وَالْمَشْي الَّذِي يسيل ويحرك الخام لِأَن فِيهِ يؤجع المَاء إِلَى أَصله و [يلوى] الْعود.
وَيُؤمر فِيهِ بِشرب كلّ مَا يفْطر المرّة من الروب ربّ الْعصير وربّ الأترج وربّ السفرجل وأشبه ذَلِك، وَيكثر فِيهِ من أكل الْحَلَاوَة والحموضة وكلّ شَيْء يلطّف حارّة المرّة وأوجاعها.
والخريف ثَلَاثَة أشهر: شتنبر واكتبر ونوبنبر، وَهُوَ بَارِد يَابِس، مزاجه الْمرة السَّوْدَاء وَهِي بَارِدَة يابسة، [ينْهَى] فِيهَا عَن أكل المملوح، وَعَن أكل الملوخيا، وَعَن أكل الكرنب حَتَّى يُصِيبهُ الأمطار.