كلّه، وَيصْلح شربه فِي الشتَاء وَالربيع والخريف وَهُوَ فِي الصَّيف حارّ جدا يقوى الصَّفْرَاء، وَلَكِن شربه بِالْمَاءِ فِي الصَّيف صَالح لِأَنَّهُ يبرده وَتذهب حرارته لما كَانَ المَاء الْبَارِد. الْعَسَل نَفسه حارّ يَابِس فِي الْجُزْء الثَّانِي ويولد المرّة الْحَمْرَاء سريع التَّغْيِير إِلَى المرّة، إِذا وصل إِلَى الْمعدة نقّاها من فضول البلغم. وَالسكر وعسله معتدل لطيف ليِّن الْبَطن.
ونبيذ التِّين حارّ يَابِس أَيْضا وَهُوَ أقلّ يبساً من شراب الْعَسَل وَمن شراب السكر لحرارته ويبسه.
ونبيذ الربّ الَّذِي طبخ وَذهب ثُلُثَاهُ بالطبخ حارّ ليِّن جيد للصدر والسعال والكليتين وَيزِيد فِي الْمَنِيّ ويليِّن الطَّبْخ.
ونبيذ الزَّبِيب الْأَحْمَر أشدّ يبساً وأقبض، وَأما نَبِيذ الزَّبِيب الْأسود فَهُوَ أَلين وأحرّ.
فَأَما الْخمر من الْعِنَب وَمن كلّ شراب فدَاء دوِي، لم يَجْعَل الله فِيهِ دَوَاء وَلَا جعل فِي شَيْء مِمَّا حرم الله فِيهِ شِفَاء، بل قد زعم أهل التجربة لَهَا أَن فِيهِ عشْرين دَاء: تسدد، وتحفر، وتبخر، وتقطر، وتفقر، وتعمش، وترعش، وتفلج، وتنشج، وتمحق، وتملق، وتدرد، وترعد، وَتغَير اللَّوْن، وتخلق الصَّوْت، وتخفق الْقلب، وتسخط الربّ، وتوجب النَّار، وَتلْزم الْعَار.
قَالَ عبد الْملك بن حبيب:
الكرنب: حارّ يَابِس وَقد يحلّ الورم الدَّاخِل إِذا طبخ وَأكل، وَإِذا طبخ وَوضع على الورم حلله وأذهبه بِإِذن الله. وحبّه أقوى من ورقه وحبّه يقتل حبّ القرع فِي الأمعاء، وَإِذا حرق وَوضع على الأورام حللها، وينفع من الورم الحارّ إِذا وضع عَلَيْهِ، وَإِذا طبخ ورق الكرنب مرّة