وَمن كَانَ بِهِ صداع فليطبخ الحرمل - أَعنِي أُصُوله وأغصانه وورقه - بِالْمَاءِ طبخا جيدا ثمَّ يحملهُ على رَأسه حَتَّى يصبح.
وَمن كَانَ بِهِ ريح، أَو نفخ، أَو يكون ذَلِك بالصبيان الصغار فليبخر بِهِ الْبَيْت وَالدَّار الَّتِي هُوَ فِيهَا ويلقي من أَصله مَاء الْقدر الَّتِي يغسل مِنْهَا الصَّبِي.
وَمن كَانَ بِهِ زكام فليبخر بِهِ حلقه ومنخره. وَمن كَانَت بِهِ حمرَة فليسحقه ويعجنه بخل، ثمَّ يطلي بِهِ مَوضِع الْحمرَة.
وَمن كَانَت بِهِ نسمَة فليسحقه، ثمَّ ليذره على الْحَشِيش الَّذِي يتحشى ويطبخه بِلَحْم ضَأْن، ثمَّ يحسوا مرقه وَلَا يحسوا مِنْهُ امْرَأَة حُبْلَى وَإِن أَرَادَت الْمَرْأَة [السّمن] فلتطبخه مَعَ قَمح طبخاً جيدا حَتَّى يتهرأ، ثمَّ تطعمه دجَاجَة حَتَّى تسمن، ثمَّ تذبح، وتأكلها الْمَرْأَة وَحدهَا لَا يَأْكُل مَعهَا غَيرهَا. توالي عَلَيْهَا فَإِنَّهَا تسمن بِإِذن الله.
ويسعط بِهِ [الْمَجْنُون] يَأْخُذ مِنْهُ حبّات فيشمّها وَيجْعَل مَعهَا شَيْئا من [فجل] ، وثوم.
ثمَّ يَجْعَل فِي خرقَة فَإِن لم يكن لَهُ مَاء رششته، ثمَّ عصرت مِنْهُ فِي مَنْخرَيْهِ قطرات.
توالي بذلك كلمّا أَصَابَهُ وتبخره بِهِ يذهب بِإِذن الله.
وَإِذا مغلت الدابّة فاسحقه، ثمَّ اخلطه بِالْمَاءِ، ثمَّ تحقنها بِهِ فَإِنَّهُ يذهب الْمغل وَإِن واليت بِهِ على الدابّة تحقنها بِهِ كَمَا وَصفنَا لَك سمنت إِن شَاءَ الله.
قَالَ عبد الْملك:
وَأفضل مَا يستشفى بِهِ من الحرمل مَا جمع بِالْمَكَانِ الَّذِي لَا يسمع فِيهِ صُرَاخ ديك، وَلَا نبح كلب.