وَعَن جَابر بن عبد الله قَالَ: حطر رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِيَدِهِ لسعد بن زُرَارَة من الذبْحَة. حطر: لدغ. التحطير هُوَ التلديغ.
قَالَ عبد الْملك:
وَتَفْسِير التلديغ: أَن تحمى المسلّة وَمَا أشبههَا من الأبر أَو الْحَدِيد الدَّقِيق فيلدغ بهَا صَاحب الذبْحَة، أَو من غشي عَلَيْهِ عُنُقه فَلم يسْتَطع أَن يلويه، وَمَا أشبه ذَلِك من الأوجاع فَكَذَلِك التلديغ ويغني عَن الكي، والكماد مَعَه يُغني عَن الكي.
وَتَفْسِير الكماد: أَن يسخن الْملح ثمَّ يرْبط بِخرقَة فيكمد بِهِ مَوضِع الوجع من الْبَطن، أَو الْجَسَد، أَو يحمى الشَّقف فيفعل بِهِ مثل ذَلِك. وَالْملح، وَالشعِير، والرماد السخن خير من الشقف.
الْغمر: غمر الْقَدَمَيْنِ والساقين وَالْيَدَيْنِ والذراعين وَسَائِر المفاصل والجسد فَإِنَّهُ جيد.
والتمريخ: أَن يمرخ جسده بالدهن إِن كَانَ بِهِ حرارة فيدهن، أَو بالبنفسج، وَإِن كَانَت بِهِ برودة فبالزيت يسخن بِشَيْء من خل، وَإِن كَانَ من مليلة فالصندل يسخن وَيحْتَمل ثمَّ يذاب بالدنبق حَتَّى يصير كالمخ فيمرخ بِهِ الْجَسَد والمفاصل فَإِنَّهُ يذهب المليلة وأوجاع الْجَسَد كلّها.
وَأما اللدود: فبأن يعالج الَّذِي وَصفنَا فَوق هَذَا من اللدود فَيجْعَل فِي ملدة ذَات أنبوبة، أَو مجار مثله، ثمَّ يرفع اللِّسَان فَيصب تَحْتَهُ.