مذهل، إنّ الشرايين تتفرع إلى أنابيب أصغر فأصغر، حتى تصبح شعيرات دموية رقيقة الجدران، والحكمة من رقة جدران الشعيرات الدموية هي إمكان تبادل غازي (الأوكسجين) من (هيموجلوبين) الكرات الدموية الحمراء، وينفذ إلى أنسجة الجسم، وفي الوقت نفسه ينفذ (ثاني أوكسيد الكربون) من الأنسجة إلى الشعيرات الدموية، فتلتقطه الكرات الحمراء، ثم تتجمع الشعيرات الدموية لتكوين أوردة تحمل الدم إلى الرئتين، حيث تتخلص الكرات الدموية من (ثاني أوكسيد الكربون) ، وتلتقط (أوكسجيناً) جديداً وهكذا.
والقلب ينبض نبضات إيقاعية مدى الحياة، حيث تتمدد بعض حجراته وتنقبض حجرات أخرى دافعاً الدم النقي الحامل (للأوكسجين) في الأوعية الدموية، ومستقبلاً له بعد دورانه في الجسم محملاً (بثاني أوكسيد الكربون) ، ليرسله إلى الرئتين حيث يتحمل (الأوكسجين) ، ويتخلص من (ثاني أوكسيد الكربون) .
ويتجول داخل جسم الإنسان، وعديد من الحيوانات الأخرى سوائل ذات وظائف محددة مثل الدم (واللمف) . و (اللمف) وسيط بين الدم والأنسجة. وللدم وظائف عديدة، منها توصيل المواد الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم.
وإذا لم يوجد الدم في أجسام بعض الحيوانات كالدودة الكبدية مثلاً، فإنّ تركيب الجسم في مثل هذه الحيوانات نجده مصمماً بحيث تتم عملية نقل الأغذية وغيرها بوسائل أخرى.
ويتكون الدم في أجسامنا وأجسام عديد من الحيوانات الأخرى، من سائل يسبح فيه عدد هائل من الخلايا المختلفة الأشكال والوظائف نطلق عليها أحياناً اسم الكرات الدموية الحمراء، والكرات الدموية البيضاء.
والكرات الحمراء - كما ذكرت - ذات وظيفة تنفسية، أما الكرات البيضاء فمتعددة الأشكال والوظائف، بعضها ملتهم، وظيفته التهام أي جرثومة تتسرب إلى جسم الإنسان أو الحيوان، فتلتهمها بطريقة تشبه التهام الأميبا لغذائها، ونحن نستنشق من الهواء ملايين الجراثيم طول النهار والليل،