19- حصول الأحياء على الغذاء بطرق مختلفة

ويحدثنا الدكتور يوسف عن هذا الموضوع فيقول: " وجميع الكائنات الحية نباتات وحيوانات لا بدّ أن تتغذى، وتتغذى النباتات بطريقة تختلف تمام الاختلاف عن طريقة تغذية الحيوانات، فالنباتات ثابتة في مكانها، لا يمكنها أن تتحرك لتحصل على غذائها كما يفعل الحيوان، ولذا فهي تصنع غذاءها وهي مغروسة في مكانها مستخدمة في ذلك الطاقة الشمسية.

أمّا الحيوان فيحصل على غذائه جاهزاً من مواد نباتية أو حيوانية، والغذاء الذي يتناوله الحيوان لا بدّ أن يهضم ليمتصه الجسم ويستفيد منه، وعمليات الهضم عمليات بالغة التعقيد من شأنها تحويل المواد المعقدة التركيب إلى مواد بسيطة التركيب يستطيع الجسم امتصاصها والإفادة منها.

والمواد الغذائية قد تكون دهنية أو بروتينية أو نشوية ... إلخ.

وكل نوع من الغذاء يقوم بهضمه أنزيم معين يؤثر في مادة بعينها، ولا يؤثر في المواد الأخرى الموجودة معها جنباً إلى جنب، فأنزيم يؤثر في المواد الدهنية، ولا يؤثر في المواد البروتينية، وآخر يؤثر في المواد البروتينية، ولا يؤثر في المواد الدهنية.

فهل من الممكن أن يحدث كلّ ذلك نتيجة خبط عشواء أو مصادفة عمياء أو نتيجة تجارب عديدة تحتمل الخطأ والصواب؟

إنّ أيّ عقل قادر على التفكير لا بد أن يدرك أن هذا من المستحيل، كما ترفضه رفضاً باتاً نظرية الاحتمالات في العلوم الرياضية.

ففي حيوان (الأميبا) الدقيق الحجم المكون من خلية واحدة تتم عملية التغذية بطريقة غريبة، إذ تمتد منه أذرع تلتف حول المادة الغذائية الموجودة حوله في الماء، والتي قد تكون حيواناً ضئيل الحجم أو نباتاً وحيد الخلية أصغر حجماً من الأميبا، والمواد الغذائية في هذه الحالة قد تكون متحركة إذا كانت حيواناً صغيراً، وقد تكون ثابتة إذا كانت نباتاً أولياً وحيد الخلية كبعض الطحالب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015