تركيب الحيوان إلى ما كان عليه، ولو لم يحدث ذلك لمات الحيوان، إذ إن الخلايا التي تحيط بتجويف الجسم لا بدّ أن تكون الخلايا الهاضمة، لتتم عملية هضم المواد الغذائية التي في تجويف الجسم، بينما الخلايا الخارجية لا بدّ أن تكون الخلايا الوقائية التي تحفظ الجسم وتقيه من التلف.
وإذا قطعنا دودة الأرض إلى جزءين، فإنّ كل جزء ينمو، ويعوض الجزء المفقود.
وفي حيوانات أخرى (كالجمبري، أو الكابوريا) وغيرهما إذا فقدت إحدى الأرجل فإنّ رجلاً جديدة تتكون بدلاً من المفقودة.
والبرص إذا استشعر خطراً أو أمسكه من ذنبه إنسان أو حيوان فإنه يفصل ذلك الذنب عن جسمه، وينجو من الخطر، وينمو له ذنب جديد.
ونحن إذا جرحنا أنفسنا في أثناء الحلاقة أو لأي سبب آخر، فإن خلايا جديدة تتكون بدلاً من الخلايا التي أتلفها الجرح، ولو لم يحدث ذلك لما أصبح في الإمكان إجراء أية عملية جراحية.
وإذا كسرت لنا عظمة فإنّ خلايا جديدة تتكون ويلتئم الكسر.
لا يمكن أن يحدث هذا نتيجة للمصادفة، بل لا بدّ أن يكون نتيجة تدبير يتجه نحو هدف معين، وهو المحافظة على حياة الفرد، وتحكمه قوى كامنة في الحيوان لم يتوصل العلم إلى كنهها، إنها قوى أودعها الله في الحيوان، والحيوان لا يعلم عنها شيئاً، ولا يدرك ماذا يفعل ".