بالمخلوقات، وتصريفه للشؤون المختلفة ... ولكنّه - مع ذلك - يعرفنا بالغاية التي خلق الكون من أجلها.
خلق الله هذه الأرض من أجل الإنسان (هو الذي خلق لكم مَّا في الأرض جميعاً) [البقرة: 29] خلقها لنا على نحو يتوافق مع طبيعتنا وتكويننا ويحقق لنا الصلاح، وهذا ما سماه القرآن بالتسخير.
وهو لا يخبرنا بذلك مجرد إخبار، وإنّما يوقفنا على هذا التسخير الذي جعله الله في الكون، (ألم تروا أنَّ الله سخَّر لكم ما في السَّماوات وما في الأرض) [لقمان: 20] فالنجوم خلقت لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر: (وهو الذَّي جعل لكم النُّجوم لتهتدوا بها في ظلمات البّرِ والبحرِ قد فصِّلنا الآيات لقومٍ يعلمون) [الأنعام: 97] .
والأرض والسماء، وإنزال الماء من السماء، والسفن السابحة في البحر، والأنهار الجارية في جنبات الأرض، والشمس والقمر، وتعاقب الليل والنهار ... كلّ ذلك مخلوق لنا ولخيرنا ولصلاحنا (الله الذي خلق السَّماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخِّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخَّر لكم الأنهار - وسخَّر لكم الشمس والقمر دائِبين وسخِّر لكم الليل والنَّهار - وَآتَاكُم من كلّ ما سألتموه) [إبراهيم: 32-34] .