واتخاذ معبودات من دون الله كما ذهب إليه (العقاد) والذين تابعهم من الغربيين، بل سبب انحراف أتباع الرسل عما جاءت به الرسل، وتركهم ما جاءت به الرسل (ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكاً) [طه: 124] ، واتباعهم الظن والهوى وتركهم الهدى: (إن يتَّبعون إلاَّ الظَّنَّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من رَّبهم الهدى) [النجم: 23] ، (ولا تتَّبعوا أهواء قومٍ قد ضلُّوا من قبل وأضلُّوا كثيراً وضلُّوا عن سواء السَّبيل) [المائدة: 77] .
وقال في اليهود: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم وجعلنا قلوبهم قاسيةً يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به) [المائدة: 13] ، وقال في النصارى: (ومن الَّذين قالوا إنَّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) [المائدة: 14] وقال فيهم مبيناً انحرافهم عن التوحيد الذي أمروا به: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلاَّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاَّ هو سبحانه عمَّا يشركون) [التوبة: 31] .
لذا فإن الرسل يتبرؤون من الذين انحرفوا عن منهجهم (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقٍ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنَّك أنت علاَّم الغيوب - ما قلت لهم إلاَّ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربَّكم) [المائدة: 116-117] .