وقال الشافعي رحمه الله تعالى: " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء فلا تصدقوه حتى تعلموا متابعته لرسول الله ".

وكذلك الرجاء وحده إذا لم يقترن بخوف الله وخشيته فإن صاحبه يتجرأ على معاصي الله، ويأمن مكره: (فلا يأمنُ مكر الله إلاَّ القومُ الخاسرون) [الأعراف: 99] .

وكذلك الخوف إذا لم يقترن بالرجاء فإن العابد يسوء ظنه بالله، ويقنط من رحمته، وييأس من روحه، وقد قال تعالى: (إنَّه لا يَيْأَسُ من رَّوح الله إلاَّ القوم الكافرون) [يوسف: 87] .

فالعبادة الحقة هي التي يكون صاحبها بين الخوف والرجاء (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) [الإسراء: 57] ، (أمَّن هو قانت آنَاء الَّليل ساجداً وقائِماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر: 9] كما يكون بين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام: (إنَّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) [الأنبياء: 90] .

فالعبد الصالح تارة يمده الرجاء والرغبة، فيكاد يطير شوقاً إلى الله، وطوراً يقبضه الخوف والرهبة فيكاد أن يذوب من خشية الله تعالى، فهو دائب في طلب مرضاة ربه مقبل عليه خائف من عقوباته، ملتجئ منه إليه، عائذ به منه، راغب فيما لديه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015