7- المحبة: لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك، قال الله عزّ وجلّ: (ومن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أنداداً يحبُّونهم كحب الله والَّذين آمنوا أشدُّ حبّاً لله) [البقرة: 165] فأخبر أن عباده المؤمنين أشد حباً له، وذلك لأنهم لم يتخذوا من دونه أنداداً، وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه، وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه الله ورسوله، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه.
إشارة السلف إلى بعض هذه الشروط:
قال الحسن البصري للفرزدق - الشاعر المعروف - وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة. قال الحسن: نعم العدّة، لكن للا إله إلا الله شروطاً، فإياك وقذف المحصنات.
وقيل للحسن البصري: إن ناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.