[الصافات: 181] .
عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري في صفات الله
يشغب بعض من لم يرتض مذهب أهل السنة على أهل السنة مدعياً أن مذهب الأشاعرة يخالف هذا الذي قررناه، ويدعي أن مذهبهم مذهب أهل السنة، ونحن نورد هنا المذهب الذي حكاه أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة وأصحاب الحديث، ونص في ختامه أنه معتقده قائل به.
عنون لهذا المبحث بقوله: " هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة " ثم قال: " جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردّون من ذلك شيئاً (?) ، وأن الله سبحانه إلهٌ واحد فرد صمد لا إله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حقٌ، وأن النار حقٌ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله سبحانه على عرشه كما قال: (الرَّحمن على العرش استوى) [طه: 5] ، وأن له يدين بلا كيف كما قال: (خلقت بيديَّ) [ص: 75] وكما قال: (بل يداه مبسوطتان) [المائدة: 64] وأن له عينين بلا كيف كما قال: (تجري بأعيننا) [القمر: 14] ، وأنّ له وجها كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [الرحمن: 27] .
وأن أسماء الله لا يقال: إنها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقرّوا أن لله سبحانه علماً كما قال: (أنزله بعلمِهِ) [النساء: 166] وكما قال: (وما تحمل من أنثى ولا تضعُ إلاَّ بعلمِهِ) [فاطر: 11] .