التعرف إلى الله من خلال النصوص

(مباحث الصفات والأسماء)

ذكرنا أن السبيل الثاني الذي يعرفنا بالله هو النصوص القرآنية والحديثية التي تتحدث عن الله حديثاً مباشراً مبينة صفاته وأسماءه وأفعاله.

وهذا السبيل سبيل نيّر مأمون العواقب؛ لأن التعرف إلى الله من خلال كلامه وكلام رسوله لا يبقي مجالاً للشك والالتباس.

وقد حرصنا على أن نسوق النصوص ذاتها في أكثر الموضوعات؛ فإنها أقدر على التعبير والتوضيح من نصوص البشر وكلامهم، كما حرصت على ألا أزيف النصوص بالتأويل والتحريف كما فعل كثير من السابقين كي توافق آراء البشر ومقاييسهم، والواجب أن يغير البشر من آرائهم ومقاييسهم كي توافق النصوص.

المطلب الأول

مدى إدراك العقل لصفات الله

صفات الله جاء بها القرآن وتحدثت عنها السنة النبوية قسمان:

الأول: ما لا يستطيع العقل الإنساني التعرف عليه وإدراكه بنفسه، أي من غير طريق النصوص كإثبات اليد والوجه لله.

الثاني: ما يمكن أن يستدلّ عليه بالعقل كاتصافه بالقدرة والحكمة، ونحن لن نستقصي ذكر صفات الله، ولكن سنذكر جملة منها توضح المراد، وتحرر المقصود، وتعطي تصوراً وافياً إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015