والنهي عن الشرك فقام بتبليغ ما بعثه الله به- عليه الصلاة والسلام- أكمل قيام، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك، وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على تبليغ الدعوة حتى أزال الله من الجزيرة العربية جميع الأصنام والأوثان، ودخل الناس في دين الله أفواجًا وكسرت الأصنام التي حول الكعبة وفي داخلها وهدمت اللات والعزى ومناة وكسرت جميع الأصنام التي في قبائل العرب، وهدمت الأوثان التي لديهم وعلت كلمة الله وظهر الإسلام قي الجزيرة العربية، ثم توجه المسلمون بالدعوة والجهاد إلى خارج الجزيرة، وهدى الله بهم من سبقت له السعادة من العباد ونشر الله بهم الحق والعدل في غالب أرجاء المعمورة، وصاروا بذلك أئمة الهدى وقادة الحق، ودعاة العدل والإصلاح، وسار على سبيلهم من التابعين وأتباعهم بإحسان أئمة الهدى ودعاة الحق ينشرون دين الله، ويدعون الناس إلى توحيد الله ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم لا يخافون في الله لومة لائم، فأيدهم الله