وفي سنة 646 قام الإمام أحمد بن الحسين القاسمي فأقامه الزيدية. وكان قيامه في ثُلا في نصف شهر صفر من السنة المذكورة. وبث الدعوة في جميع الأقطار. فأجابه خلق كثير من ناحية اليمن. وأمر بالمحطة على حصون المخلافة. وكان واليها يومئذ القاضي شهاب الدين عمارة بن علي الأصبهاني من قبل السلطان نور الدين. وكانت حصون المخلافة يومئذ بأيدي الشرفاء أولاد يحيى بن حمزة فلما قام الإمام أحمد بن الحسين راسله الأمير أسد الدين على نصرته والقيام معه. فأجابه إلى ذلك وأقام الفتنة على عمه. فاقتضى الحال طلوع السلطان نور الدين لحربهما وقتالهما. وكان لا يملُّ الحرب فتجهز وطلع إلى صنعاء. فلقيه ابن أخيه الأمير أسد الدين إلى ذمار. فاستعطمه واعتذر إليه فرضى عنه وسار بين يديه إلى صنعاء فدخلها يوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة. فأقام بها إلى يوم الأحد من شهر جمادى الأولى وخرج من صنعاء وحط تحت حصن كوكبان في موضع بقال له الهدادى. ثم طلع الضلع وحط في الرُّحام إلى خوشان. ويقسم المادة والتنفيس على حصون الخلافة. فحال دون ذلك السواد الأعظم من أهل المعازب. فعاد من الرحام إلى خوشان. وكان الإمام في ثلاَّ فكان القتال في العقاب تحت حصن ثلاَّ. وفي بعض الأيام يكون القتال تحت حصن من حصون المصانع. فوقعت بينهم حروب عظيمة. منها اليوم المعروف بيوم العقاب. قتل فيه من عسكر الإمام تسعون رجلاً بالنشاب. وكان أمير القتال يومئذ مبارز الدين علي بن الحسين بن برطاس. تولى القتال بعد ذلك الأمير أسد الدين. والسلطان في محطته بخوشان. ثم جهز عسكر إلى بلد بني شهاب. وكان مقدم العسكر الأمير عبد الله بن الحسن بن حمزة. فحط في حدَة وسباع وخالف معه بنو شهاب وبنو الراعي وأهل حضور فنهض السلطان نور الدين إلى بلد بني الراعي. وكانوا قد عَّمروا موضعاً يقال له حجر الجواد في جبل حضور فأخبره ورتب في جبل حضور عسكراً من الرجل. ومال إليه جماعة من بني الراعي. وذلك في شعبان من السنة 646 المذكورة. ثم سار إلى جهة بني شهاب فأتلف زروعهم. ووقع هنالك