عليها فنهب العسكر من بلادهم شيئاً كثيراً وقتلوا منهم جماعة فطلبوا الذمة من السلطان فأجاباهم إلى ذلك وسلموا الرهائن فأمر برفع المحاط عنهم ورجع السلطان إلى تعز فدخلها في النصف الأخير من شهر صفر وأقام أياماً وتقدم نحو تهامة يوم الجمعة الثاني والعشرين من صفر فدخل زبيد يوم السبت الثالث والعشرين من الشهر المذكور فأقام في زبيد أياماً وأرسل لنواب الجهات الشامية فوصلوا يوم الأحد التاسع من شهر ربيع الأول.
وفي هذه السنة استمر القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر بن معيبد وزيراً. كان استمراره يوم السبت الثاني من شهر صفر من السنة المذكورة.
ووصل الأمير بدر الدين الخراساني صاحب القحمة والقاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد العلوي صاحب الكدراء يومئذٍ والأمير بهاء الدين اللطيفي صاحب القحرية. فلما خليت الجهات الشامية من العساكر نزل عسكر من أصحاب الإمام في النصف من شهر ربيع الأول فأخربوا الجهات الشامية وانضم اليهم كثير من طوائف الفساد فقويت شوكتهم ونزل الإمام في جيوش المشرق فارتفع صاحب حرض وصاحب المحالب وصاحب المهجم ووصلوا جميعاً إلى باب السلطان في يوم الثامن عشر من الشهر المذكور. وكثرت الأراجيف في البلاد فأمر السلطان وهو يومئذ في زبيد بعمارة الخندق الثاني وهو الذي كان دفنه الأهيق ثم عمر السوي الثاني الذي على الخندق الثاني. وكان ابتداء العمارة في يوم التاسع عشر.
فلما كان يوم الثالث والعشرين من الشهر المذكور أمر السلطان أمراء الجهات بالانصراف إلى جهاتهم فتقدموا في التاريخ المذكور.
وفي غرة شهر ربيع الآخر جهز السلطان عسكراً جيداً ومالاً فلما وصل إليهم كان مقر العسكر في حدود القحرية. فلما تتابعت الإمدادات ارتفع المفسدون عن البلاد. وكان وقت ارتفاعهم يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الآخر بعد أن قتل منهم في أبيات حسين نحو من خمسين رجلاً.
ورتب السلطان الفقهاء المدرسين في الجامع المبارك الأشرفي بقرية المملاح