بالياء المثناة من تحت. وكان رجلاً فقد طاف المسالك. ودخل عدة من الممالك. فلما وصل اليمن قطن بها وسكن وخدم السلطان الملك المجاهد مدة طويلة. ثم خدم السلطان الملك الأفضل مدة إقامته في الملك وكان حسن المحاضرة. وقد يروى روايات تخرج عن حد العقل عما شاهده من ممالك العجم. وكان وفاته يوم الخامس عشر من شعبان في مدينة تعز دفن بالأجناد رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة أيضاً توفي الأمير نور الدين محمد بن ميكائيل وكان أميراً جليلاً نبيلاً عالي الشأن حسن السيرة كريم النفس بسط البنان يحب العلماء والصلحاء ويدنيهم من مجلسه ويعطيهم عطاءً جزيلاً ويعظم حالهم. وكان في أيام إمارته وانقياده للدولة الرسولية يقال له ملك الإماء. فلما نزع يده عن الطاعة وادعى السلطنة ونازع السلطان في بلاده وحاربه جهز له السلطان الملك الأفضل جيشاً كثيفاً فاجتثه من أصله وطرده عن البلاد فلم تقم له راية أبداً. فلاذ بالإمام علي بن محمد الهدري فأعطاه حصن المفتاح وما يضاف إليه يقتاته. فلم يزل به إلى أن توفي. وكانت وفاته ليلة الجمعة السادس عشر من شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة ثمانين وسبعمائة أمر السلطان بعمارة القصر المسمى دار النصر في ناحية القُوّرِ من زبيد وفيها جرد السلطان عسكراً كثيفاً إلى بلد المعازبة وكان مقدم الجيش القاضي تقي الدين عمر بن أبي القاسم بن معيبد الوزير فهربوا من الخبت إلى الحازة فتبعهم وضيق عليهم ضيقاً شديداً وقتل منهم طائفة فتشتتوا في كل ناحية.
وفي هذه السنة تقدم السلطان إلى المهجم فأقام فيها أياماً قلائل ثم رجع إلى زبيد فأقام إلى سلخ شهر رمضان.
وفي هذه السنة المذكورة صام السلطان في زبيد أول سنة صامها في زبيد. وفي اليوم الثالث من شهر شوال تقدم الركاب السلطاني من زبيد إلى محروسة تعز فأقام بها إلى عيد الأضحى ثم نزل تهامة. وكان نزوله في النصف الأخير من ذي الحجة.