جمادى الآخر أربعة أحمال طبلخانة وأربعة أعلام. ثم خرج السلطان بعد صلاة من يوم الجمعة المذكورة يريد الجوة وجمع من الخيل والرجال فدخل الجوة يوم السبت سادس الشهر المذكور والغب في ميدانها وفي رجوع السلطان من الجوة نهب العسكر أم قريش قرية بني مسلمة. وكان قد بلغ السلطان انهم محبون للظاهر. وكان دخول السلطان تعز يوم الأحد السابع من الشهر المذكور. وفي هذا التاريخ وصل جماعة من أهل زبيد إلى السلطان الملك المجاهد فدخلوا عليه وقبلوا قدميه وسألوه أن ينزل إليهم إلى مدينة زبيد وعرفوه انه أن نزل زبيد فلا يقابله أحد إلا بالسمع والطاعة وان لم ينزل فلا بلاد له ولا للظاهر فعزم على النزول تهامة. فكان تقدمه إلى زبيد يوم الأربعاء العاشر من الشهر المذكور وكانت طريقة على بلاد المغلسي في وادي نخله فدخل السلامة صبح يوم الخميس حادي عشر الشهر المذكور فأمر من فوره من صاح بالأمان لكافة الناس فوصله غالب من فيها من الجند كعباس بن عبد الجليل ونوز بن حسين بن نوز وغيرهما فانم على الجميع وتقدم تحت ركابه السعيد إلى زبيد ولم يتأخر عنه ألا السنبلي والشهابي فانهما سألاه أن يفسح لهما ليحجا إلى مكة المشرفة ففسح لهما عن طيبة ثم سار إلى زبيد فكان دخوله إلى زبيد يوم الجمعة الثاني عشر من الشهر المذكور فحط في البستان الشرقي المشهور بحائط لبيق وحصلت المكاتبة والمراسلة بينه وبين أعيان العسكر. وكان الملك الناصر والعسكر جميعاً في محل زريق وهم جمع كثير وجم غفير وفي ظنهم أن السلطان لا ينزل من الحصن أبداً فلما كان يوم الاثنين الخامس عشر من السنة المذكورة قصدهم السلطان فخرج من زبيد آخر النهار فأمسى رحمه الله في محل القلقل واصبح يوم الثلاثاء سائرا إلى النخل فأرسل الملك الناصر رسلا يحققون له الخبر فوقفوا له في أثناء الطريق لينظروه من بين الأشجار فلما عرفوه وتحققوه عادوا إلى محطتهم وأخبروا الناصر وأصحابه بذلك فانحلت عزائمهم وافترقت كلمتهم وارتفعت محطتهم فتقدم الناصر والأشراف بين الواثق وابن طرنطاي وعدة منم المماليك إلى قرية السلامة. ولما وصل السلطان إلى النخل أقام في الدار إلى صلاة الظهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015