أصحاب ذمار من بني السوغ وبني الأسد وبني علاء الدين واشرف المخلاف السليماني فعيدوا عيد الأضحى في المحالب. وكان ابن طرنطاي قد نزل إلى حيس واستناب السنبلي على المحطة. فلما علم المماليك بوصول الزعيم والعساكر التي معه اجتمعوا في الكد راء واقام الأشراف في المهجم أياماً قلائل ثم توجهوا نحو الكد راء فلقيتهم المماليك في الوادي المسمى جاحف.

فكان يوم جاحف المشهور كانت الأشراف ومن نحوا من ألف وثلاثمائة فارس ونحوا من ألف راجل فاقتتلوا قتالاً شديداً وكان يوماً من الأيام المشهورة فقتل فيه من كل طائفة طائفة وانهزم المماليك هزيمة شنيعة بعد أن قاتلوا قتالاً شديداً وتضعضع صف الأشراف لولا ثبات علي بن موسى وقوله للأشراف إلى أين المهرب. وكانت الواقعة في النصف الأخير من ذي الحجة من السنة المذكورة. فقتل من الأعيان المماليك أيلبه والسراجي وأزبك الصارمي ولظينا المحمودي ويقال أنه كان أشجع من المماليك كلهم وأسر من أعيانهم الأقصري والصارم بن ميكائيل وابن الريا حي. وكان القصري من شجعانهم أيضاً فوقف به فرسه يومئذ وأسروهم الأشراف بقتله فمنع عنه الشريف علي بن موسى وقال مثل هذا لا يقتل ولو كان في أصحابه عشرون رجلاً مثله ما قمنا في وجوههم ساعة واحدة. وأما المحمودي فإنه قاتل قتالا شديداً فأصيب في يده اليمنى بضربة فبطلت عن الحركة فلما وقعت الهزيمة خرج على وجهه فوقع في بلد المعازبة وكان قد قتل في كل قبيلة من الغزب فلما عرفوه قتلوه.

ولما رجع المماليك إلى زبيد بعد الهزيمة أطلق الإشراف القصري بولد ابن علاء الدين وكان المماليك قد حبسوه في زبيد. ولما بلغ الخبر إلى تعز بهزيمة المماليك في جاحف. وكان منهم طائفة في محطة الدور يدار فلم يستقر لهم قرار ارتفعوا من المحطة وتركوا ابن الدويدار فلم يستقر له قرار له بعدهم. وكان مستأنساً بالمماليك فارتفع في آخر ليلته وكان ارتعاعهم جميعاً ليلة العشرين من ذي الحجة من السنة المذكورة.

فلما ارتفعت المحطة عن تعز رجع جماعة إلى السلطان منهم الغياث بن نور فقابله السلطان بالقبول وسار بن الدويدار ومن معه إلى لحج فأقام بها أياماً يجمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015