حسن بن داود بن يوسف بن عمر وتوجهوا نحو تهامة فيمن معهما مغاضبين لعمهما السلطان الملك المجاهد لما انقطعا من الإقطاع والجا مكية فأقاموا في قرية السلام ثم انتقلوا إلى بيت الفقيه ابن عجيل فلما كان يوم الأحد الحادي والعشرين من ربيع الأول قدم عمر بن تاليال العلي الدويدار آلي تعز بعد أن نهب الجند نهباً شديداً فحط على الجبل في موضع المدرستين المجاهدين والأفضلية. وكان قد أرسل إلى عدن من يطلع المنجنيق فاطلعوا بعض أخشابه في البحر إلى موزع وبعضها في البر رقاب فلما وصلوا به ركبوه ورموا به عدة أحجار فلم يؤثر شيئا فأرسلوا إلى من يأتيهم بمنجنيق آخر فأرسل لهم الظاهر به صحبة الافتخار ياقوت.

وفي هذا التاريخ ظهر لمولانا السلطان من ابن حسين ما كان يستره من المكر والنفاق فأخرجه من الحصن إخراجاً جميلاً. وكان الغياث بن نور مع السلطان في الحصن وكان بمكانة عنده فخادع السلطان وخرج من الحصن أيضاً وتقدم إلى الظاهر في الدملوة فحلف له أنه ناصح مجتهد فصدره الظاهر صحبة المنجنيق فكان له من الاجتهاد ما يدل على خبث أصله لأنه قابل السلطان بالقبيح البليغ الذي لا سبب له ولا سابقة توجبه. فكان يرمي إلى الحصن في كل يوم بأربعين رجلاً.

قال علي بن حسن الخز رجي وحدثني حسين بن عبد الله بن منصور قال حدثني حسن بن موسى بن بعلان عن جارية يقال لها نخبة بنون مضمومة وخاء معجمه ساكنة وباء موحدة بعدها التاء تأنيث من جوالي موالينا جهة صلاح والدة السلطان الملك المجاهد. وكانت ممن في الحصن أيام الحصار قالت لقد اشتد علينا الحصار يومئذ وكان مولانا السلطان الملك المجاهد رحمه الله ينتقل في يومه وليلته إلى عدة مواضيع. ولقد اذكر عشية من العشايا وقد قربنا لمولانا السلطان ظهوره فتوضأ وفرغ ونحن عنده في موضع من الحصن ووالدته بالقرب منه واقفه في موضع وإذا بجدار من جدار الحصن قد انشق فخرج منه غلام تام الخلقة وله دبوقة إلى آخر ظهره فأكب على مولانا السلطان فاعتنقه وحمله بسرعة من ذلك الموضع الذي كان قاعداً فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015