ولما ولي ابن الأديب القضاء جعله قاضياً في القرية فأقام على ذلك نحو سنة ثم انصل وبقي على التدريس والخطابة إلى أن توفي في النصف من شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه إبراهيم بن يحيى بن سالم بن سليمان بن الفضل بن محمد بن عبد الله الشهابي الكندي وكان فقيهاً حبراً غلبت عليه العبادة واستمر مدرسا بعد ابن محمد بن عبد الرحمن في العومانية وبعد ذلك على التدريس وهو أجود أولاد الفقيه يحيى وكان عالي الهمة سخي النفس إلى أن توفي في شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل عثمان بن أبي بكر بن سعيد بن أحمد المرادي وكان فقيهاً فاضلاً مشهوراً بشرف النفس وعلو الهمة وإطعام الطعام. تفقه أبي عبد الله الدلالي وتفقها بذي أشرق. وكانت وفاته على الطريق المرضي في سلخ المحرم من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن الفقيه عبيد بن أحمد بن مسعود بن عليان بن هاشم الرحمي. وكان مولده سنة ثلاثة وستين وستمائة تفقه بأبيه وغيره وولي القضاء في مدينة.

زبيد من قبل بني محمد بن عمر فأقام هنالك عدة سنين. قال الجندي وكان يسير على أغراضهم وانفصل سنة تسعة وسبعمائة بأبي شكيل الشحري. ولم يزل متدبراً في زبيد مستوطناً بها مدة. ثم استمر مدرساً في المدرسة التاجية بزبيد وهي التي تعرف بمدرسة المبردعين إلى أن توفي في مستهل جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح عبد الصمد بن سعد بن علي بن إبراهيم. وكان مولده ثاني صفر من سنة ست وخمسين وستمائة. وسلك طريقه عمه عمر بن سعد من القيام والصيام والعبادة مع الاشتغال بالعلم ومحبته له. وتفقه بإبراهيم المازني أحد أصحاب عمه وكان يسكن قرية الثمد وهي غربي قرية عمه بثاءً مثلثة مفتوحة وآخر الاسم دال مهملة. وكان مشهوراً بالدين والصلاح وبه يضرب المثل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015