الفقيه ركب في خاصته وحضر غسل الفقيه وكان من جملة الغاسلين ثم لما حمل إلى تربته كان من الحاملين وتولى إنزاله في قبره مع من تولى ذلك فغبطه على ذلك كثير من أعيان زمانه. وكان للفقيه عدة أولاد منهم إسماعيل كان فقيهاً فرضياً توفي في سنة سبع عشرة وسبعمائة. وموسى كان فقيهاً حبراً ديناً تفقه بأبيه وتوفي في سادس شعبان سنة عشرين وسبعمائة. وإبراهيم كان فقيهاً ديناً ورعاً يحب الاعتزال قلَّ من يجتمع به من الواصلين إليه تفقه بأبيه وأخذ النحو عن الفقيه عمر بن الشيخ من أهل شريح المهجم توفي سنة سبع وعشرين وسبعمائة رحمة الله عليهم أجمعين.

وفيها توفي الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن علي بن محمد بن مغلب وكان فقيهاً بارعاً عارفاً بالفروع والأصول تفقه بأبيه ثم بفقهاء المصنعة ثم بالفقيه عمر بن مسعود الأبيني بذي هريم. ثم بأحد الوزيرين وربما قيل بهما. وكان فقيهاً كبيراً وهو آخر من يعد فقيهاً من بني مغلب. قالهُ الجندي وكانت الجند مورد العلماء ومستقر الملوك وهي مسكنه فكان يأخذ عن كل من ورد إليه من العلماء فاكتسب علوماً جمَّة. وكان معظماً عند أهل الدولة والبلد وكرههُ بنو عمران لأنه لم يكن يخضع لهم ولا يلتفت إليهم فكانوا يذكرون للسلطان عنهُ أموراً قبيحة منزهُ عنها وإنما كان غرضهم بذلك إسقاطه عند السلطان فوقر كلامهم في أذن السلطان الملك المظفر. وكان قد استفاض ين الناس صلاحه وعمله فقعد السلطان يوماً في مجلس حافل بأعيان دولته ولم يكن الوزير فيهم فتذاكروا الجند ومن فيها من العلماء فذكروا هذا إبراهيم بن عيسى فقال السلطان أنه يذكر لنا عنهُ أشياء لا تليق فذكر بعض الحاضرين للسلطان وحقق لهً أنه ليس في الجند أحد افقه منهُ ولا أصلح وإنما لهُ أعداء يكرهونهُ ويحسدونهُ ويكذبون عليهِ كراهة لهُ أن يتصل بكم. فوقع ذلك في قلب السلطان ثم أمره ولدهُ الأشرف أن يستدعيه ويقرأ عليه ففعل ذلك فلما حضر وجدهُ فقيهاً كاملاً ورجلاً مباركاً فلازمهُ على أن يكون له وزيراً فلم يفعل فجعل لهُ انتقاداً جيداً في كل سنة. وتفقه به جماعة منهم أبو بكر بن مليح وأبو بكر بن المغربي ويوسف ابن يعقوب الجندي والد المؤرخ. وأخذ عنهُ أبو الحسن علي بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015