فَإِن الصِّفَات كذات فَكَمَا أَن ذَات الله ثَابِتَة حَقِيقَة من غير أَن تكون من جنس صِفَات المخلوقين فصفاته ثَابِتَة حَقِيقَة من غير أَن تكون من جنس صِفَات المخلوقين

فَمن قَالَ لَا أَعقل علما ويدا إِلَّا من جنس الْعلم وَالْيَد المعهودين

قيل لَهُ فَكيف تعقل ذاتا من غير جنس ذَوَات المخلوقين وَمن الْمَعْلُوم أَن صِفَات كل مَوْصُوف تناسب ذَاته وتلائم حَقِيقَته فَمن لم يفهم من صِفَات الرب الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء إِلَّا مَا يُنَاسب الْمَخْلُوق فقد ضل فِي عقله وَدينه

وَمَا أحسن مَا قَالَ بَعضهم إِذا قَالَ لَك الجهمي كَيفَ اسْتَوَى وَكَيف ينزل إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا وَكَيف يَدَاهُ وَنَحْو ذَلِك

فَقل لَهُ كَيفَ هُوَ فِي نَفسه

فَإِذا قَالَ لَا يعلم مَا هُوَ إِلَّا هُوَ وكنه الْبَارِي غير مَعْلُوم للبشر

فَقل لَهُ فالعلم بكيفية الصّفة مُسْتَلْزم للْعلم بكيفية الْمَوْصُوف فَكيف يُمكن أَن تعلم كَيْفيَّة صفة لموصوف لم تعلم كيفيته وَإِنَّمَا تعلم الذَّات وَالصِّفَات من حَيْثُ الْجُمْلَة على الْوَجْه الَّذِي يَنْبَغِي لَك

بل هَذِه الْمَخْلُوقَات فِي الْجنَّة قد ثَبت عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الْجنَّة إِلَّا الْأَسْمَاء وَقد أخبر الله تَعَالَى أَنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015