.. فِي رَأس سبع مئين كنت قد وَجَبت ... لَك الْإِمَامَة يَا خُلَاصَة العلما
وكل شئ بِهِ جلّ الورى هَلَكُوا ... فشيخنا ذِي التقى من شَره سلما
وكل وصف كَمَال فِي نَظَائِره ... لَهُ خَصَائِصه لَا تَقْتَضِي العدما
كَانَ المبرز فِي كل الْعُلُوم وَقد ... أضحت لَهُ فِي ذرى اسنامها علما
وَكَانَ حاوي صِفَات الْخَيْر اجمعها ... قد جلّ فِي كل حالات التقى قدما
لما أَرَادَ عداهُ دحضه دحضوا ... وزاده الله عزا دَائِما وسما
أضحت عوائده تبدي فَوَائده ... على موائده فِي حَضْرَة الحكما
فَهُوَ التقي بِهِ أهل التقى الفوا ... وَأبْعد الله عَنهُ المجرم الزنما
وَهُوَ المحك الَّذِي بَان الْعباد بِهِ ... إِمَّا كراما وَإِمَّا خيبا لؤما
فَإِن أردْت تعايير الْعباد بِهِ ... عرض بذكراه مدحا وَانْظُر السيما
ترى الغوى حَزينًا ثمَّ منقبضا ... وَتنظر المتقي قد سر مُبْتَسِمًا
فحبه نعْمَة فَازَ السعيد بهَا ... وبغضه نقمة بهَا الشقي وسما
فَالْحَمْد لله أهل الْحَمد خالقنا ... كم قد افاض علينا فِي الورى نعما
عافي الْقُلُوب من الأسقام أجمعها ... وَعم بالجود من وفى وَمن ظلما
كم أفرجت كربَة عَنَّا بمنته ... وَكم أعَان وَكم عفى وَكم رحما
لَا ترتجي غَيره فِي رفع نازلة ... يبْقى الْهدى عَنْك والاحسان منصرما
وَلَا تكن بسواه عَنهُ مشتغلا ... لكَي تنَال التقى والفوز والكرما ...