.. يَا لَيْت شعري هَل فِي الحاسدين لَهُ ... نَظِيره فِي جَمِيع الْقَوْم إِن ذكرُوا
هَل فيهم لحَدِيث الْمُصْطَفى أحد ... يُمَيّز النَّقْد أَو يروي لَهُ خبر
هَل فيهم من يضم الْبَحْث فِي نظر ... أَو مثله من يضم الْبَحْث وَالنَّظَر
هلا جمعتم لَهُ من قومكم مَلأ ... كَفعل فِرْعَوْن مَعَ مُوسَى ليعتذروا
قُولُوا لَهُم فال هَذَا فابحثوا مَعَه ... قدامنا وانظروا الْجُهَّال إِن قدرُوا
يلقى الأباطيل أسحار لَهَا دهش ... فليقف الْحق مَا قَالُوا وَمَا سحروا
فليتهم مثل ذَاك الرَّهْط من مَلأ ... حَتَّى يكون لكم فِي شَأْنهمْ عبر
وليتهم أذعنوا للحق مثلهم ... فآمنوا كلهم من بعد مَا كفرُوا
يَا طالما نفروا عَنهُ مجانبة ... وليتهم نفعوا فِي الضيم أَو نفروا
هَل فيهمو صادع للحق مقوله ... أَو خائض للوغي وَالْحَرب تستعر
رمى الى نحر غازان مُوَاجهَة ... سهامه من دُعَاء عونه الْقدر
بتل راهط والأعداء قد غلبوا ... على الشآم وطار الشَّرّ والشرر
وشق فِي المرج والأسياف مصلته ... طوائف كلهَا أَو بَعْضهَا التتر
هَذَا وأعداؤه فِي الدّور أشجعهم ... مثل النِّسَاء بِظِل الْبَاب مستتر
وَبعدهَا كسروان وَالْجِبَال وَقد ... أَقَامَ أطوادها والطود منفطر
واستحصد الْقَوْم بالأسياف جهدهمْ ... فطالما بطلوا طغوا وَمَا بطروا
قَالُوا قبرناه قُلْنَا إِن ذَا عجب ... حَقًا وللكوكب الدُّرِّي قد قبروا
وَلَيْسَ يذهب معنى مِنْهُ متقد ... وَإِنَّمَا تذْهب الْأَجْسَام والصور ...