.. قد تساوى فِي الْحق كل وَزِير ... عِنْده مَعَ رذالة الأعوام

فَضله شاع بَين كل البرايا ... بعلوم شبه الْبحار الطوامي

كَانَ بَدْرًا يضىء فِي النَّاس بِالْعلمِ ... وإماما فيا لَهُ من إِمَام

حسدوه عِنْد الْوَفَاة على الْخلق فَلم يخل منهمو فِي الْحمام

نقلته أَيدي الْمنية بِالْحَقِّ ... بجنان الخلود والدمع دامي

يَا لَهَا سَاعَة لَقِي الله فِيهَا ... حَاز فِيهَا المنى ونيل المرام

فَهُوَ فِي جنَّة النَّعيم مفدى ... بَين حور كلؤلؤ فِي الْخيام

قدس الله روحه مَعَ أَخِيه ... مَا أَضَاء الصَّباح بالإبتسام

يَا نسيم الصِّبَا بِاللَّه بلغ ... لحبيبي تحيتي وسلامي

وَتعرض على المحبين ذكرى ... وشجوني وشقوتي وسقامي

ثمَّ صف مَا أكابد الْآن فِيهِ ... من همومي ولوعتي وهيامي

وَتقول العبيد مَحْمُود أضحى ... بدموع وعبرة كالغمام ...

تمت وَالْحَمْد لله وَحده وَهِي إِحْدَى وَخَمْسُونَ بَيْتا للشَّيْخ عَلَاء الدّين أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حمائل ابْن غَانِم الْمَقْدِسِي رَحمَه الله يرثي شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية رَضِي الله عَنهُ ... أَي حبر مضى وَأي إِمَام ... فجعت فِيهِ مِلَّة الْإِسْلَام ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015