.. لقِيت الَّذِي قَدمته من صنائع ... من الْخَيْر أَو مَا جدت مِنْك تكرما
وَفِي الْحَشْر تلقى كل نفس نفائسا ... وتجزى الَّذِي فِي النَّاس أجرم أجرما
تَأَخَّرت عَن نيل المناصب رفْعَة ... وَمثلك فِي أيامنا مَا تقدما
بنيت على الْإِسْلَام ركنا ومعصما ... يقبل مِنْهُ الْمجد كفا ومعصما
أَقمت قناة الدّين مِنْك بعزمة ... وَأَطْفَأت نَار الشّرك مِنْك فأظلما
صبرت على حمل الْأَذَى مِنْك رَاضِيا ... وأعرضت عَن فعل الأعادي تكرما
شهرت على أهل الْبَدَائِع فِي الورى ... صوارم شرك الْكفْر مِنْهَا تصرما
وقفت على يَوْم الجلاد شجاعة ... بعزم يرد المشرفي مِثْلَمَا
إِذا بَكت الْأَبْطَال خوف قَبيلَة ... ضحِكت بثغر فِي الوغى قد تبسما
وَلما تبدى نور نَعشك لامعا ... تمنت بَنَات النعش أَن تتحطما
وودت بِأَن تَدْنُو الثريا إِلَى الثرى ... نثارا عَلَيْهِ رفْعَة وتعظما
نزلت على أهل الْمَقَابِر رَحْمَة ... وأنقذتهم من ظلمَة الظُّلم والظما
سقى قبر الوسمي فِي كل سحرة ... سحائب رضوَان بِهِ الرَّوْض وسما
ورف عَلَيْهِ الأقحوان مفلجا ... وأطلع فِيهِ الرَّوْض نجما وأنجما ...
تمت وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين