.. ركن الشَّرِيعَة محيي الْعدْل نَاصِر دي ... ن الْحق مستنصر بِالْآيِ وَالْخَبَر
ففل بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاع جمعهم ... فَأَصْبحُوا بعد ذَاك الْحصْر فِي حصر
لَا يَهْتَدُونَ إِلَى رشد وإنهمو ... لفي ضلال وَفِي غي وَفِي سعر
قد حملُوا حسدا من عِنْد أنفسهم ... لَهُ فهم مِنْهُ فِي هم وَفِي فكر
تَبًّا لَهُم مَا الَّذِي نالوا بسعيهم ... وَمَا عَسى بلغُوا فِي ذَاك من وطر
أيستطيعون أَن يمحوا لما كتبت ... يَد الْمُهَيْمِن بعد الذّكر فِي الزبر
أم يقدرُونَ على تَبْدِيل مَا نفذت ... بِهِ نوافذ أمرالله من قدر
بل كلما أوقدوا للحرب نَار غضى ... بالكيد مِنْهُم طفاها منزل السُّور
ورد كيدهم فِيهِ وأرجعهم ... بالتعس والنكس والخذلان والدبر
وَاخْتَارَهُ للورى دَاع إِلَى سبل الْخيرَات والنفع نهاء عَن الضَّرَر
واختصه مِنْهُ بالزلفى وثبته ... بالحزم والعزم والتأييد وَالظفر
وَكم مَنَاقِب مجد قد حباه بهَا ... وزاده بسطة فِي الْعلم والعمر
وَكم لَهُ فِي ذرى العلياء مرتبَة ... منيفة نالها من بارىءالصور
وَكم لَهُ من أياد فِي الْعَطاء غَدَتْ ... تربى على الْعَارِض الهطال بالمطر
وهمة فِي المعالى غير دانية ... تزري إِذا ابتديت بالصارم الذّكر
وَكم لَهُ من كرامات مبينَة ... سناؤها كضياء الشَّمْس وَالْقَمَر
وحسبنا عود أهل الْعود معْجزَة ... مَا مثلهَا عِبْرَة تبقى لمعتبر ...