.. حصرت صُدُورهمْ عَن استفهامها ... وتحيروا لسماعها وتبلدوا
وبدا لَهُم مَا لم يَكُونُوا يحسبوا ... مِمَّا يسوؤهمو وَمِمَّا يكمد
فاسعد بهَا من محنة فِي طيها ... منح أقرّ لَهَا الْجُحُود الملحد
نلْت الفخار بهَا وحزت مآثرا ... سر الصحاب بهَا وغم الْحَسَد
وغدوت فِيهَا كَابْن حَنْبَل تاليا ... تقفوا جميل جماله وتجدد ... أخمدت نَار جَهَالَة مَا خلتها ... لَوْلَا جهادك واجتهادك تخمد
أرضيت رَبك إِذْ أضفت كَلَامه ... حَقًا إِلَيْهِ وَلَيْسَ فِيهِ تردد
وكذاك أثبت الْعُلُوم والاستوا ... من غير تكييف وَحصر يُوجد
ونزول خالقنا إِلَى أدنى سما ... لَيْلًا كَمَا صَحَّ الحَدِيث الْمسند
وَذكرت أَسمَاء الْإِلَه وَلم تزغ ... ميلًا إِلَى مَا حرفوه وألحدوا
وَرويت أَخْبَار الصِّفَات وآيها ... مرا كَمَا نقل الثِّقَات وجودوا
ونصرت مِلَّة أَحْمد الْهَادِي وَقد ... أيدت سنته فَأَنت مؤبد
وأقمت مَذْهَب أَحْمد الثبت الصبو ... ر على الْأَذَى فلك الهنا يَا أَحْمد
أوضحت منهجه السوي وَأَنه ... مذ كَانَ فَهُوَ الْمُسْتَقيم الأرشد
وأثرت محنته وَقمت مقَامه ... فِي الْعَصْر ترغم شانئيك وتكمد
فاحمد إلهك إِنَّه لَك نَاصِر ... وَابْشَرْ فقدوتك النَّبِي مُحَمَّد ...