.. وأودعه الأحباب عِنْد وداعه ... لمن لم تخب يَوْمًا لَدَيْهِ الودائع
وعادوا من التوديع حرقى جوانح ... وغرقى جفون أغرقتها المدامع
وَمَا زَالَت النسوان يبْكين فَقده ... إِلَى أَن نضت من دمعهن البراقع
فَلَو أَنه يفدى فدته نفائس ... النُّفُوس وَلَكِن القضا لَا يدافع
هَنِيئًا لرمس ضم بَحر فَضَائِل ... فطوبى لقوم جاوروه وضاجعوا
فَلَا بُد من فضل عَظِيم وَرَحْمَة ... تحيى بهَا طول الْمقَام الْمضَاجِع
وَأَنِّي بتذكاري حلاوة عيشه ... مدى الدَّهْر مااستمرت لَدَى قائع
وَإِنِّي بتذكاريه صب مولع ... وَلست لعذالي عَلَيْهِ أطاوع
وَلَوْلَا التقى كَانَ التصبر يتقى ... على رزئه لَو أَن صبرا يطاوع
وَكَيف يُطِيع الصَّبْر فِي رزء سيد ... بِهِ لخطوب الدَّهْر كُنَّا ندافع
فَإِن شئتمو يَا لأيمينا فإننا ... لكم نتناسى ذكره ونصانع
فهاتوا وَلنْ تَأْتُوا بحبر مؤيد ... يضارعه هيها الْمُضَارع
وَإِن عمكم عجز باظهار سيد ... يناؤته إِن شِئْتُم صلوا أَو فقاطعوا
فقد وضحت أعذار كل من انْتهى ... إِلَى السَّيِّد التَّيْمِيّ وخاب المنازع
ثَمَانُون عَاما قد كسرت بحبها ... وَمن جَيش تسعين طلعن طلائع
فَلم أر فِي عمري الَّذِي طَال مثله ... وَمَا أَنا فِي رُؤْيا المماثل طامع
ثَلَاث مرار قد نظمت بِهَذِهِ ... لَهُ ولي النّظم الجموع مُطَاوع
فَمن أجل ذَا طَالَتْ وَطَابَتْ لسامع ... وود من استجلى سناها يُرَاجع ...