.. كَانَ جبر الكسير إِن هاضه الدَّهْر وَعون العاني وحطم الحطام
كَانَ حب الدُّنْيَا إِلَيْهِ بغيضا ... فَوق بغض الصَّحِيح ثوب السقام
كَانَ لَا يرهب الْمُلُوك وَلَا ير ... غب فِيمَا لَهُم من الْأَنْعَام
كَانَ وترا فِي الْفضل فَذا وكل النَّاس جَاءُوا بشفعهم والتؤام
كَانَ سَمحا بِمثلِهِ الدَّهْر ضنا ... فِي ليَالِي الزَّمَان وَالْأَيَّام
كَانَ سطرا فِي جبهة الدّرّ يقرا ... فِي البرايا وشامة فِي الشآم
كَانَ نفعا لكل من خَافَ ضرا ... فِي سبيلي حَلَاله وَالْحرَام
لم يكن ذَا تأنق فِي مَتَاع ... ولباس ومشرب وَطَعَام
كَانَ يخْشَى دَاء ويرجو دَوَاء ... وشفاء لكل دَاء عقام
كَانَ فِي الله ذَا انتقام وَلَا يو ... جد يَوْمًا لنَفسِهِ ذَا انتقام
كَانَ برا يهدى بِهِ ذُو ضلال ... كَانَ بحرا يرْوى بِهِ كل ظام
كَانَ كالليث بالنوائب فتكا ... كَانَ كالغيث بالمواهب هام
فِي يَدَيْهِ وصدره كل بَحر ... زاخر بالنوال وَالْعلم طام
أَي ندب شهم شُجَاع جواد ... أروع مَا جد سري همام
قَامَ لما تذبذب النا ... س وتبدى لما نبا كل حام
كم لَهُ فِي حنادس الْخطب والخل ... ق نيام حَتَّى الضُّحَى من قيام
وَجَمِيع الْأَنَام من شدَّة الخو ... ف نيام من الردى فِي مَنَام ...