إِلَى الْحَبَشَة وَمَا لَقِي الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فِي أحد وَفِي بِئْر مَعُونَة وَفِي قتال أهل الرِّدَّة وَفِي جِهَاد الشأم وَالْعراق وَغير ذَلِك
وانظروا كَيفَ بذلوا نُفُوسهم وَأَمْوَالهمْ لله حبا لَهُ وشوقا إِلَيْهِ فَكَذَلِك أَنْتُم رحمكم الله كل مِنْكُم على قدر إِمْكَانه واستطاعته بِفِعْلِهِ وَبِقَوْلِهِ وبخطه وبقلبه وبدعائه كل ذَلِك جِهَاد أَرْجُو أَن لَا يخيب من عَامل الله بِشَيْء من ذَلِك إِذْ لَا عَيْش إِلَّا فِي ذَلِك وَلَو لم يكن فِيهِ إِلَّا هممكم مزاحمة لأهل الزيغ مشوشة لَهُم تبغضونهم فِي الله وتطلبون استقامتهم فِي دين الله وَذَلِكَ من الْجِهَاد الْبَاطِن إِن شَاءَ الله تَعَالَى
ثمَّ اعرفوا إخْوَانِي حق مَا أنعم الله عَلَيْكُم من قيامكم بذلك واعرفوا طريقكم إِلَى ذَلِك واشكروا الله تَعَالَى عَلَيْهَا وَهُوَ أَن أَقَامَ لكم وَلنَا فِي هَذَا الْعَصْر مثل سيدنَا الشَّيْخ الَّذِي فتح الله بِهِ أقفال الْقُلُوب وكشف بِهِ عَن البصائر عمى الشُّبُهَات وحيرة الضلالات حَيْثُ تاه الْعقل بَين هَذِه الْفرق وَلم يهتد إِلَى حَقِيقَة دين الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمن الْعجب أَن كلا مِنْهُم يَدعِي أَنه على دين الرَّسُول حَتَّى