وَأَنْتُم أَيْضا فِي مُقَابلَة رسمية الصُّوفِيَّة وَالْفُقَهَاء وَمَا أحدثوه من الرسوم الوضعية والآصار الابتداعية من التصنع باللباس والإطراق والسجادة لنيل الرزق من الْمَعْلُوم وَلبس البقيار والأكمام الواسعة فِي حَضْرَة الدَّرْس وتنميق الْكَلَام والعدو بَين يَدي الْمدرس راكعين حفظا للمناصب واستجلابا للرزق والإدرار

فخلط هَؤُلَاءِ فِي عبَادَة الله غَيره وتألهوا سواهُ ففسدت قُلُوبهم من حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ يَجْتَمعُونَ لغير الله بل للمعلوم وَيلبسُونَ للمعلوم وَكَذَلِكَ فِي أغلب حركاتهم يراعون وُلَاة الْمَعْلُوم فضيعوا كثيرا من دين الله وأماتوه وحفظتم أَنْتُم مَا ضيعوه وقومتم مَا عوجوه

وَكَذَلِكَ أَنْتُم فِي مُقَابلَة مَا أحدثته الزَّنَادِقَة من الْفُقَرَاء والصوفية من قَوْلهم بالحلول والاتحاد وتأله الْمَخْلُوقَات كاليونسية والعربية والصدرية والسبعينية والتلمسانية فَكل هَؤُلَاءِ بدلُوا دين الله تَعَالَى وقلبوه وأعرضوا عَن شَرِيعَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

فاليونسية يتألهون شيخهم ويجعلونه مظْهرا للحق ويستهينون بالعبادات ويظهرون بالفرعنة والصولة والسفاهة والمحالات لما وقر فِي بواطنهم من الخيالات الْفَاسِدَة وقبلتهم الشَّيْخ يُونُس وَرَسُول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015