فَلَمَّا وصل مَعَهم إِلَى عسقلان توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَتوجه مِنْهُ إِلَى دمشق وَجعل طَرِيقه على عجلون وَبَعض بِلَاد السوَاد وَزرع وَوصل إِلَى دمشق فِي أول يَوْم من شهر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَمَعَهُ أَخَوَاهُ وَجَمَاعَة من أَصْحَابه وَخرج خلق كثير لتلقيه وسروا سُرُورًا عَظِيما بمقدمه وسلامته وعافيته
وَكَانَ مجموغ غيبته عَن دمشق سبع سِنِين وَسبع جمع
وَقد توفّي فِي أثْنَاء غيبَة الشَّيْخ عَن دمشق غير وَاحِد من كبار أَصْحَابه وساداتهم
مِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الزَّاهِد الْعَارِف عماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن شيخ الحزاميين توفّي يَوْم السبت السَّادِس وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر من سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة
وَكَانَ رجلا صَالحا ورعا كَبِير الشَّأْن مُنْقَطِعًا إِلَى الله متوفرا على الْعِبَادَة والسلوك
وَكَانَ قد كتب رِسَالَة وبعثها إِلَى جمَاعَة من أَصْحَاب الشَّيْخ وأوصاهم فِيهَا بملازمة الشَّيْخ والحث على اتِّبَاع طَرِيقَته وَأثْنى فِيهَا على الشَّيْخ ثَنَاء عَظِيما