فَلَمَّا دخل السُّلْطَان النَّاصِر إِلَى مصر بعد خُرُوجه من الكرك وقدومه إِلَى دمشق وَتوجه مِنْهَا إِلَى مصر وَكَانَ قدومه إِلَيْهَا يَوْم عيد الْفطر من سنة تسع وَسَبْعمائة نفذ لإحضار الشَّيْخ من الْإسْكَنْدَريَّة فِي الْيَوْم الثَّامِن من شَوَّال
وَخرج الشَّيْخ مِنْهَا مُتَوَجها إِلَى مصر وَمَعَهُ خلق من أَهلهَا يودعونه ويسألون الله أَن يردهُ إِلَيْهِم وَكَانَ وقتا مشهودا
وَوصل إِلَى الْقَاهِرَة يَوْم السبت ثامن عشر الشَّهْر
وَاجْتمعَ بالسلطان فِي يَوْم الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ وأكرمه وتلقاه فِي مجْلِس حفل فِيهِ قُضَاة المصريين والشاميين وَالْفُقَهَاء وَأصْلح بَينه وَبينهمْ
وَلَقَد أَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا قَالَ
أَخْبرنِي القَاضِي جمال الدّين بن القلانسي قَاضِي العساكر المنصورة فِيمَا تذاكرت أَنا وَهُوَ ذَات لَيْلَة حِين كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين معتقلا فِي القلعة المنصورة يَعْنِي قلعة دمشق وَقد أشاع بعض الجهلة