من الْأُمُور مَالا أقوله فِي هَذَا الْمجْلس فَإِن للسلم كلَاما وللحرب كلَاما
وَقلت لَا شكّ أَن النَّاس يتنازعون فَيَقُول هَذَا أَنا حنبلي وَيَقُول هَذَا أَنا أشعري وَيجْرِي بَينهم تفرق وَاخْتِلَاف على أُمُور لَا يعْرفُونَ حَقِيقَتهَا
وَأَنا قد أحضرت مَا بَين اتِّفَاق الْمذَاهب فِيمَا ذكرته وأحضرت كتاب تَبْيِين كذب المفتري فِيمَا ينْسب الى الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ تأليف الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر
وَقلت لم ينصف فِي أَخْبَار الْأَشْعَرِيّ المحمودة كتاب مثل هَذَا وَقد ذكر فِيهِ لَفظه الَّذِي ذكره فِي كتاب الْإِبَانَة
فَلَمَّا انْتَهَيْت الى ذكر الْمُعْتَزلَة سَأَلَ الْأَمِير عَن معنى الْمُعْتَزلَة
فَقلت كَانَ النَّاس فِي قديم الزَّمَان قد اخْتلفُوا فِي الْفَاسِق الملى وَهُوَ أول اخْتِلَاف حدث فِي الْملَّة هَل هُوَ كَافِر أَو مُؤمن فَقَالَت الْخَوَارِج إِنَّه كَافِر وَقَالَت الْجَمَاعَة إِنَّه مُؤمن
فَقَالَت طَائِفَة نقُول هُوَ فَاسق لَا كَافِر وَلَا مُؤمن ننزله منزلَة بَين منزلتين وخلدوه فِي النَّار واعتزلوا حَلقَة الْحسن الْبَصْرِيّ وَأَصْحَابه فسمووا معتزلة
فَقَالَ الشَّيْخ الْكَبِير بحبه ورد لَيْسَ كَمَا قلت وَلَكِن