فِي حبس الْقُضَاة سنة وَنصفا
فَجعل أَصْحَابه يدْخلُونَ إِلَيْهِ فِي السِّرّ ثمَّ تظاهروا فَأَخْرَجته الدولة على الْبَرِيد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَحبس ببرج مِنْهَا وشنع بِأَنَّهُ قتل وَأَنه غرق غير مرّة
فَلَمَّا عَاد السُّلْطَان أيده الله تَعَالَى من الكرك وأباد أضداده بَادر باستحضار الشَّيْخ إِلَى الْقَاهِرَة مكرما وَاجْتمعَ بِهِ وحادثه وساره بِحَضْرَة الْقُضَاة والكبار وَزَاد فِي إكرامه
ثمَّ نزل وَسكن فِي دَار وَاجْتمعَ بعد ذَلِك بالسلطان وَلم يكن بعد السُّلْطَان يجْتَمع بِهِ فَلَمَّا قدم السُّلْطَان لكشف الْعَدو عَن الرحبة جَاءَ الشَّيْخ إِلَى دمشق سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة ثمَّ جرت أُمُور ومحن انْتهى كَلَامه
وَقَالَ الشَّيْخ علم الدّين وَفِي شهر ربيع الأول من سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقع بِدِمَشْق محنة للشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية
وَكَانَ الشُّرُوع فِيهَا من أول الشَّهْر وَظَهَرت يَوْم الْخَامِس مِنْهُ واستمرت إِلَى آخر الشَّهْر
وملخصها أَنه كَانَ كتب جَوَابا سُئِلَ عَنهُ من حماة فِي الصِّفَات فَذكر فِيهِ مَذْهَب السّلف وَرجحه على مَذْهَب الْمُتَكَلِّمين وَكَانَ قبل