أَمر الله وَحكمه مِمَّن يفر عَن طَاعَته وَجِهَاد عدوه

وَكَانَ مبدأ رحيل قازان فِيمَن مَعَه من ارْض الشأم وأراضي حلب يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر جمادي الأولى يَوْم دخلت مصر عقيب الْعَسْكَر وَاجْتمعت بالسلطان وأمراء الْمُسلمين وَألقى الله فِي قُلُوبهم من الاهتمام بِالْجِهَادِ مَا أَلْقَاهُ فَلَمَّا ثَبت الله قُلُوب الْمُسلمين صرف الْعَدو جَزَاء مِنْهُ وبيانا أَن النِّيَّة الْخَالِصَة والهمة الصادقة ينصر الله بهَا وَإِن لم يَقع الْفِعْل وَإِن تَبَاعَدت الديار

وَذكر أَن الله فرق بَين قُلُوب هَؤُلَاءِ الْمغل والكرج وَألقى بَينهم تباغضا وتعاديا كَمَا القى سُبْحَانَهُ عَام الْأَحْزَاب بَين قُرَيْش وغَطَفَان وَبَين الْيَهُود كَمَا ذكر ذَلِك أهل الْمَغَازِي فَإِنَّهُ لم يَتَّسِع هَذَا الْمَكَان لِأَن نصف فِيهِ قصَّة الخَنْدَق بل من طالعها علم صِحَة ذَلِك كَمَا ذكره أهل الْمَغَازِي مثل عُرْوَة بن الزبير وَالزهْرِيّ ومُوسَى بن عقبَة وَسَعِيد بن يحيى الْأمَوِي وَمُحَمّد بن عَائِذ وَمُحَمّد بن اسحق والواقدي وَغَيرهم

ثمَّ تبقى بالشأم مِنْهُم بقايا سَار إِلَيْهِم من عَسْكَر دمشق أَكْثَرهم مُضَافا إِلَى عَسْكَر حماة وحلب وَمَا هُنَالك وَثَبت الْمُسلمُونَ بإزائهم وَكَانُوا أَكثر من الْمُسلمين بِكَثِير لَكِن فِي ضعف شَدِيد تقربُوا إِلَى حماة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015