الْعَسْكَر إِلَى مصر وتقرب الْعَدو وتوجهه إِلَى دمشق وَظن النَّاس بِاللَّه الظنونا
هَذَا يظنّ أَنه لَا يقف قدامهم أحد من جند الشأم حَتَّى يصطلموا أهل الشَّام
وَهَذَا يظنّ أَنهم لَو وقفُوا لكسروهم كسرة وَأَحَاطُوا بهم إحاطة الهالة بالقمر
وَهَذَا يظنّ أَن أَرض الشأم مَا بقيت تسكن وَلَا بقيت تكون تَحت مملكة الْإِسْلَام
وَهَذَا يظنّ أَنهم يأخذونها ثمَّ يذهبون إِلَى مصر فيستولون عَلَيْهَا فَلَا يقف قدامهم أحد فَيحدث نَفسه بالفرار إِلَى الْيمن وَنَحْوهَا
وَهَذَا إِذا أحسن ظَنّه قَالَ إِنَّهُم يملكونها الْعَام كَمَا ملكوها عَام هولاكو سنة سبع وَخمسين ثمَّ قد يخرج الْعَسْكَر من مصر فيستنقذها مِنْهُم كَمَا خرج ذَلِك الْعَام وهذ ظن خيارهم
وَهَذَا يظنّ أَن مَا أخبرهُ بِهِ أهل الْآثَار النَّبَوِيَّة وَأهل التحديث والمبشرات أماني كَاذِبَة وخرافات لاغية
وَهَذَا قد استولى عَلَيْهِ الرعب والفزع حَتَّى يمر الظَّن بفؤاده مر السَّحَاب لَيْسَ لَهُ عقل يتفهم وَلَا لِسَان يتَكَلَّم